أخبارالمشروعات التنموية في محافظة المنياتامين

المنيا تحتفل بتخريج الدفعة الأولى من مدرسة مصر للتأمين الدولية للتكنولوجيا التطبيقية: نموذج ريادي للتعليم الفني المطور

كتبت : شمس وليد

شهدت محافظة المنيا يومًا استثنائيًا حمل بين تفاصيله أرقى المشاعر الإنسانية، حيث احتفلت مدرسة مصر للتأمين الدولية للتكنولوجيا التطبيقية بتخريج دفعتها الأولى، في أجواء امتزجت فيها مشاعر الفخر والإنجاز بفرحة أولياء الأمور الذين رأوا أبناءهم يخطون خطوة حقيقية نحو المستقبل.

الحدث لم يكن مجرد احتفال تقليدي، بل محطة فارقة جسدت ثمار تجربة تعليمية متطورة جمعت بين الدراسة النظرية والتدريب العملي، لتأهيل جيل جديد قادر على مواكبة متطلبات سوق العمل. وقد أكدت هذه اللحظة أن تعب الأسر وصبرهم لم يذهب هباءً، وأن التعليم الفني المطور يمثل ركيزة أساسية لبناء كوادر تسهم في دعم الاقتصاد وخدمة المجتمع.

من جانبه، أثبتت شركة مصر للتأمين أنها لا تكتفي بريادتها في السوق، بل تستثمر في أعظم استثمار وهو الاستثمار في الإنسان، حيث شكلت هذه المدرسة نموذجًا حقيقيًا لبناء المستقبل وصناعة قادة الأعمال.

وقد رصد فريق برنامج “بيزنس”  الذى تقدمه الإعلامية شيماء موسى  على قناة  Ten ، هذه التجربة منذ بدايتها بمشاركة الطلاب في يوم دراسي داخل المدرسة، ليعود اليوم ويوثق أجمل لحظات التخرج التي جسدت تتويج الجهد والأمل والطموح.

أكد الأستاذ رائف حسيب، رئيس قطاع التسويق وتطوير الأعمال بشركة مصر للتأمين، أن حفل تخرج الدفعة الأولى من مدرسة مصر للتأمين الدولية للتكنولوجيا التطبيقية بالمنيا يعد تتويجًا لجهود كبيرة بذلها فريق عمل متكامل داخل الشركة، مشيرًا إلى أن الفرحة التي ارتسمت على وجوه الطلاب وأولياء الأمور كانت كفيلة بأن تُنسي الجميع صعوبات التجربة وتحدياتها. وأضاف أن الشركة حريصة على استثمار نجاح هذه الكوادر الواعدة، حيث تم توقيع بروتوكول تعاون مع جامعة بني سويف لإنشاء برنامج متخصص في تكنولوجيا تسويق الخدمات المالية، بهدف إتاحة مسار أكاديمي متكامل لخريجي المدرسة يربط بين التعليم الثانوي التكنولوجي والدراسة الجامعية، بما يؤهلهم للتميز في سوق العمل.

وأوضح أن تجربة المدرسة أثبتت نجاحها ليس فقط في تخريج طلاب مؤهلين بالعلم والمعرفة، بل أيضًا في غرس الوعي التأميني والمالي داخل المجتمع المحلي بمحافظة المنيا، حيث تمكن الطلاب من المشاركة في مشروعات عملية، وزيارة البنوك وشركات المدفوعات الإلكترونية، وحتى فتح حسابات استثمارية والتعامل مع البورصة بشكل مباشر. ووجه رسالة للخريجين مؤكدًا أن مصر للتأمين ستواصل دعمهم ومساندتهم في مسيرتهم المستقبلية، مشددًا على أن التعليم الفني والتكنولوجي يمثل مستقبل بناء الكوادر الحقيقية القادرة على تلبية احتياجات سوق العمل، وأنه خيار استراتيجي تسعى الدولة إلى تعزيزه بقوة.

أعرب الأستاذ الدكتور جان هنري حنا، رئيس جامعة بني سويف التكنولوجية، عن سعادته بالمشاركة في احتفالية تخرج الدفعة الأولى من مدرسة مصر للتأمين الدولية للتكنولوجيا التطبيقية بمحافظة المنيا، مشيدًا بالروح الإيجابية التي غمرت الحفل وبالنجاح الكبير الذي حققته التجربة. وأكد أن الطلاب لم يكتسبوا فقط معارف علمية ومهارات مهنية، بل نما لديهم أيضًا وعي شخصي وصفات قيادية تعكس تكوين شخصية ناضجة قادرة على مواجهة متطلبات سوق العمل، وهو ما يجعل التجربة نموذجًا متميزًا ينبغي تكراره في مجالات متعددة.

وعن مستقبل الطلاب، أوضح أن جامعة بني سويف التكنولوجية عملت على إبرام بروتوكول تعاون مع شركة مصر للتأمين لوضع برنامج أكاديمي متخصص في تكنولوجيا تسويق الخدمات المالية، مبني على ما درسه الطلاب في المرحلة الثانوية، وبمشاركة خبراء من الشركة والقطاع المالي. وأضاف أن المناهج الجديدة راجعها المجلس الأعلى للجامعات، وتجمع بين الجانب النظري والتطبيقي، بما يضمن تخريج طلاب على درجة عالية من الجاهزية لسوق العمل المحلي والإقليمي. كما دعا الشركات والمؤسسات الاقتصادية إلى التعاون مع الجامعات التكنولوجية لإطلاق برامج مماثلة، مؤكداً أن التكامل بين التعليم ومؤسسات الصناعة والاقتصاد هو السبيل لبناء أجيال قادرة على المنافسة وتحقيق التنمية المستدامة.

أعربت الأستاذة ليلى البسيوني مدير إدارة التثقيف المالي وقطاع الشمول المالي ببنك مصر  عن سعادتها بالمشاركة في احتفالية تخرج الدفعة الأولى من مدرسة مصر للتأمين الدولية للتكنولوجيا التطبيقية بمحافظة المنيا، مؤكدة أن ما شهده الحفل من إنجازات للطلاب فاق التوقعات، قائلة: “لم أتصور أن يخرج هذا المستوى المتميز من مدرسة في محافظة بالصعيد، لكن ما قدمه الطلاب اليوم يستحق كل التقدير والتحية لهم ولأسرهم وللقائمين على المدرسة”.

وأشارت إلى أن بنك مصر كان من أوائل الداعمين لتجربة المدرسة، حيث بادر من خلال قطاع الشمول المالي بتطبيق أنشطة محورية مثل “المحاكاة البنكية”، والتي أتيحت للطلاب ليعيشوا تجربة عملية داخل البنك، حيث لعب بعضهم دور موظفي البنك بينما جسّد الموظفون دور العملاء، مما منحهم خبرة واقعية في التعاملات البنكية.

كما وفر البنك برامج تدريبية مكثفة تضمنت محاضرات وورش عمل متخصصة حول البنوك والخدمات المالية، إضافة إلى المشاركة في لجان تقييم الطلاب أثناء الامتحانات.

وأكدت أن التعاون مع المدرسة لن يتوقف عند هذا الحد، بل سيُستكمل من خلال برامج التدريب الصيفي داخل فروع بنك مصر، بحيث يكتسب الطلاب خبرات ميدانية مباشرة بإشراف موظفين متخصصين. وكشفت أن البنك يشارك بالفعل في تأسيس عدد من المدارس التطبيقية كشريك صناعي في أكثر من محافظة، مؤكدة أن التجربة مع طلاب المنيا تعد نموذجًا ناجحًا سيتم البناء عليه وتوسيعه مستقبلاً لنشر الوعي المالي والتأمين في مختلف المحافظات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى