
كتبت : شمس وليد
تواصلت فعاليات ملتقى شرم الشيخ السابع للتأمين وإعادة التأمين لليومين الثاني والثالث بعقد عدد من الجلسات العلمية وورش العمل التي تناولت أبرز المتغيرات المؤثرة في صناعة التأمين عالمياً، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين من داخل مصر وخارجها.
خصص الملتقى كعادته جلسة لضيف الشرف عقب الجلسة الافتتاحية، حيث استضاف هذا العام الأستاذ الدكتور محمد سلامة من معهد الصحة العالمية والبيئة البشرية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
وتناول الدكتور سلامة العلاقة بين ارتفاع متوسط العمر عالميًا والتغيرات المصاحبة في نمط حياة الفرد وطبيعة العمل وأساليب التخطيط للمستقبل.
وأوضح أن العالم يشهد تحولًا ديموغرافيًا عميقًا نحو ما يشبه “كوكب طول العمر”، حيث يرتفع متوسط العمر المتوقع مقرونًا بتزايد نسبة كبار السن في المجتمعات، مما يخلق تحديات اجتماعية واقتصادية جديدة.
وأكد الفرق بين “طول العمر” و“الشيخوخة الديموغرافية”، مشيرًا إلى إمكانية تحقيق الأول دون الثاني نظريًا، رغم أن الواقع يعكس تلازمهما في أغلب الدول.
وأشار خلال عرضه إلى ضرورة إعادة فهم مفهوم العمر، الذي لم يعد مقتصرًا على رقم ثابت، بل أصبح مرتبطًا بالعمر البيولوجي والاجتماعي والسياسي. كما أكد أن فئة “الشباب كبار السن” (65–80 عامًا) أصبحت أكثر نشاطًا، مقابل احتياجات خاصة للفئة الأكبر من 80 عامًا.
واختتم الجلسة بالتأكيد على أن طول العمر يمثل فرصة وتحديًا في آن واحد، وأن استثمار السنوات الإضافية يتوقف على التخطيط المبكر، وتعزيز الصحة، وتطوير السياسات العامة.
شهد الملتقى جلسة حول “أحدث الوسائل والتقنيات في الاستثمار الذكي”، برئاسة الأستاذة ابتسام محمود الرئيس التنفيذي للاستثمار بشركة مصر لتأمينات الحياة، وبمشاركة قيادات مالية من أزيموت – مصر وبلتون والهيئة العامة للرقابة المالية.
وتناول المتحدثون الأداء التاريخي لفئات الأصول محلياً وعالمياً، مؤكدين أهمية التنويع الاستثماري لتحقيق عوائد مستقرة على المدى الطويل. وأظهرت البيانات تفوق الأسهم في العوائد، مقابل الاستقرار الذي يوفره الدخل الثابت.
كما تمت الإشارة إلى أن صناديق الاستثمار النشطة تفوقت على أذون الخزانة، مع توسع كبير في صناعة الصناديق التي وصل عددها إلى 175 صندوقًا بإجمالي أصول 224 مليار جنيه.
وأوضح المتحدثون أن مصر تدخل مرحلة نمو اقتصادي مرتفع مدعومة بدورة تيسير نقدي، ما يعزز من جاذبية الاستثمار ويخفض تكلفة التمويل.
واختتم اليوم بحفل عشاء للمشاركين برعاية شركة أليانز – مصر.
في اليوم الثالث، انطلقت الجلسة الأولى بعنوان “مواجهة المستقبل: تحديات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي”، برئاسة الأستاذ محمد قطب من شركة UIB، وبمشاركة خبراء من الجمعية العربية للاكتواريين وريفـت بارتنرز وخبراء اقتصاديين بالتأمين.
وأكد المتحدثون أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصرًا أساسيًا في تطوير الصناعة، حيث تستخدمه نحو 70% من شركات التأمين عالميًا، مع توقع وصول حجم سوقه إلى 20 مليار دولار بحلول 2029.
وتم استعراض أهم التطبيقات مثل: الأتمتة الذكية، والتسعير التنبؤي، وكشف الاحتيال، والتأمين القائم على الاستخدام (IoT).
ورغم فوائده الكبيرة، تواجه الشركات تحديات أبرزها ضعف جودة البيانات وصعوبة دمج التقنيات الحديثة مع أنظمة قديمة ونقص الكفاءات المتخصصة.
كما تمت الإشارة إلى مخاطر الامتثال والتمييز الخوارزمي، والحاجة إلى حوكمة صارمة تواكب التشريعات الدولية مثل قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي.
وأجمع المتحدثون على أن الذكاء الاصطناعي لن يستبدل الخبراء البشر، بل سيعزز دورهم ويوفر فرصاً جديدة لزيادة الكفاءة وتحقيق النمو.
وخلال ورشة عمل متخصصة حول تحسين إدارة المطالبات ومكافحة الاحتيال باستخدام الذكاء الاصطناعي، أكد الخبراء أن اختراق التأمين في المنطقة لا يزال منخفضًا رغم النمو القوي.
وتم استعراض الأدوات الحديثة التي تتيح: تسريع العمليات، وتحسين التسعير، وخفض التكلفة ، وكشف الاحتيال ، وزيادة الربحية ، كما تم عرض نماذج تكنولوجية تدعم إدارة المطالبات باستخدام البيانات والتحليلات المتقدمة.
ناقشت الجلسة الثانية، برئاسة الأستاذ جمال صقر من الشركة الأفريقية لإعادة التأمين، أثر الأخطار المتشابكة على صناعة التأمين، بمشاركة خبراء من الاتحاد الدولي للتأمين البحري وعدد من الشركات العالمية.
وتناول المتحدثون التحديات المتزايدة الناتجة عن: تغير المناخ bالاضطرابات الجيوسياسية، وتقلبات سلاسل الإمداد، والمخاطر البحرية والحروب والقرصنة.
وأكد المشاركون أن التأمين أصبح شريكًا استراتيجيًا في تعزيز مرونة الصناعة البحرية ودعم الاستدامة، مع ضرورة تبني نماذج للاكتتاب الآلي وبنية تحتية عابرة للحدود.
ركزت الجلسة الثالثة على كيفية تصميم منتجات تأمينية تلائم الجيلين: جيل الألفية وجيل الكهولة، برئاسة الأستاذ أحمد أبو السعود من متلايف.
وأوضح المتحدثون أن النماذج التقليدية لم تعد تلبّي اختلافات الأجيال، مما يستلزم: تقسيمات دقيقة تعتمد على البيانات، وتطوير أدوات رقمية مخصصة،والتركيز على الرعاية الوقائية،وتبني اقتصاديات السلوك، وبناء شراكات مع مزودي الخدمات الصحية والتكنولوجية.
وأكدت الجلسة أن فهم احتياجات العملاء أصبح شرطًا أساسيًا لنجاح شركات التأمين مستقبلاً.
شهد الملتقى تكريم المتحدثين والرعاة تقديرًا لمساهماتهم في إنجاح الفعاليات.
كما أعلنت لجنة التحكيم نتائج مسابقة عزة عارفين للبحوث التي شارك فيها 65 متسابقًا، وجاءت نتائجها كالتالي:
الأول: د. رغدة علي عبد الرحمن – جامعة القاهرة
الثاني: م. محمد عنتر عيسى – متلايف مصر
الثالث: م. محمد علوي السمان – المصرية للتأمين التكافلي
كما فاز الأستاذ خالد رضا الشماع بجائزة مسابقة GGI عن بحثه حول تطوير جيل قادة التأمين في مصر.
وضمن الأنشطة الترفيهية، شهد اليوم الثاني خمس مسابقات رياضية في التنس الأرضي وتنس الطاولة والشطرنج والبادل وكرة القدم، وتم تتويج الفائزين خلال الحفل الختامي برعاية مصر لتأمينات الحياة.




