
كتبت : شمس وليد
خلال النصف الثاني من لقاء المهندس محمد البستاني، رئيس جمعية المطورين العقاريين ورئيس مجلس إدارة شركة البستاني للتنمية العقارية مع الإعلامية شيماء موسى في برنامج “بيزنس” على قناة ten، أكد أن القطاع العقاري في مصر مازال من أقوى القطاعات الاستثمارية وأكثرها أمانًا، مشيرًا إلى أن العقار يظل الملاذ الآمن والأكثر استقرارًا في ظل التحديات الاقتصادية العالمية.
وأوضح أن السوق يشهد حاليًا حالة من الهدوء وليس الركود، مؤكدًا أن الأسعار وصلت إلى مرحلة من الاستقرار النسبي بعد الارتفاعات الكبيرة السابقة، وأن الوقت الحالي يعد فرصة مناسبة للشراء، خاصة مع التسهيلات والعروض الكبيرة التي تقدمها الشركات العقارية لجذب العملاء.
وأشار إلى أن بعض مواد البناء، وعلى رأسها الأسمنت، مازالت مرتفعة السعر مقارنة بمواد البناء الأخرى، مطالبًا الدولة بالتدخل لدعم صناعة الأسمنت وخفض تكلفته لما له من تأثير مباشر على تكاليف المشروعات العقارية.
وحول التحديات التي تواجه المطورين العقاريين، أوضح أن أبرزها يتمثل في الفجوة التمويلية الناتجة عن زيادة فترات السداد، مما يؤدي إلى بطء التدفقات النقدية اللازمة لاستكمال التنفيذ، لكنه أكد أن وزارة الإسكان بدأت بالفعل في تقديم تيسيرات وجدولة للأقساط الخاصة بالأراضي لتخفيف الضغوط عن المطورين.
وأضاف أن بعض الشركات قد تتأخر في التسليم بسبب ارتفاع التكاليف، لكن طالما المشروع قائم والمباني وصلت لمراحل متقدمة من التنفيذ، فإن التأخير البسيط لا يثير القلق، موضحًا أن الخطورة تكمن في الشركات غير الجادة التي لا تبدأ التنفيذ أصلًا أو تتوقف تمامًا.
وكشف رئيس جمعية المطورين العقاريين أن عدد الشركات المنضمة إلى الجمعية ارتفع من 55 شركة عند التأسيس إلى أكثر من 200 شركة حاليًا، مشيرًا إلى أن الجمعية تعمل على تنظيم السوق العقاري وتحقيق التوازن بين المطورين والعملاء والدولة.
وأكد أن العلاقة بين الدولة والمطورين تسير في الاتجاه الصحيح، موضحًا أن الدولة وضعت استراتيجية واضحة لزيادة الرقعة العمرانية من 7% إلى 14% من مساحة مصر، وهو ما تحقق من خلال تعاون الدولة مع المطورين في إنشاء مدن جديدة ساهمت في توفير ملايين فرص العمل وخفض نسب البطالة.
وفيما يخص التسويق العقاري، شدد البستاني على ضرورة وضع ضوابط واضحة لمهنة الوساطة العقارية (البروكر) لضمان التزام الجميع بأخلاقيات المهنة، مشيرًا إلى أن بعض الوسطاء يستخدمون أساليب تسويقية مزعجة، في حين أن الدور الصحيح للوسيط هو أن يكون مستشارًا موثوقًا يقدم نصيحة حقيقية للعميل بناءً على معرفة دقيقة بالشركات والمشروعات.
ونصح البستاني العملاء الراغبين في الشراء بضرورة اختيار المطور الموثوق والتأكد من ملكية الأرض وتراخيص المشروع قبل التعاقد، بالإضافة إلى مقارنة الأسعار بين الشركات ذات السجل القوي والتسليمات الفعلية، وعدم الانسياق وراء العروض الوهمية أو الأسعار غير الواقعية.
واختتم البستاني لقائه بالتأكيد على أن السوق العقاري المصري مقبل على انتعاشة قوية خلال عام 2026، مع تحسن المؤشرات الاقتصادية وعودة الثقة للمستثمرين المحليين والأجانب، مشددًا على أن الاستثمار في العقار مازال هو الخيار الأكثر أمانًا وربحية في مصر.




