أخباراقتصاد

علي سنافي: الشركات المصرية تمتلك حصة الأسد في مشروعات إعمار العراق

كتبت : شمس وليد

في وقتٍ تسعى فيه الدول العربية إلى تعزيز التعاون لإعادة إعمار المناطق المتضررة، يعيش العراق مرحلة جديدة في تاريخه الحديث، تجمع بين التحديات والفرص، وتشهد شراكة مصرية عراقية قوية تُعيد رسم ملامح التنمية في المنطقة.
وفي هذا الإطار، استضاف برنامج “بيزنس” المهندس علي سنافي، رئيس اتحاد المقاولين العرب ورئيس اتحاد المقاولين العراقيين، الذي أكد أن العراق يشهد في الوقت الراهن تحسنًا أمنيًا واقتصاديًا جعله من أكثر الوجهات أمانًا وجاذبية للاستثمار في الشرق الأوسط.

قال سنافي إن العراق اليوم أصبح وجهة رئيسية للشركات العربية والأجنبية في قطاعات المقاولات والصناعة، نظرًا لحالة الاستقرار الأمني والمالي التي تشهدها البلاد.

وأوضح أن قيمة الاستيراد السنوي للعراق تتجاوز 45 مليار دولار تشمل المواد الصناعية والغذائية والتجارية، ما يجعل البلاد سوقًا ضخمًا للاستثمار والإنتاج.
وأضاف: “العراق اليوم أكثر أمنًا من كثير من الدول المجاورة، وهناك حياة طبيعية في بغداد والمحافظات، وحركة اقتصادية نشطة على مدار الساعة.”

وأشار إلى أن الإعلام في بعض الأحيان لا يعكس الصورة الحقيقية لما يشهده العراق من استقرار ونمو، مؤكدًا أن البلاد تجاوزت مراحل الخطر وتستعد لمرحلة النهضة العمرانية الشاملة.

أكد رئيس اتحاد المقاولين العرب أن خطة إعادة إعمار العراق تعتمد على رؤية حكومية استراتيجية طويلة الأجل، وأن اتحاد المقاولين العراقيين هو الذراع المنفذ لهذه الخطط بالتعاون مع شركاء عرب.
وأشار إلى أن الشركات المصرية تحظى بحصة الأسد بين الشركات الأجنبية العاملة في السوق العراقي، موضحًا أن من أبرز هذه الشركات: المقاولون العرب، حسن علام، بتروجيت، سامكو، وتبارك، وغيرها من الكيانات المصرية الكبرى.

وقال سنافي: “الشركات المصرية أثبتت جدارتها في تنفيذ المشروعات العملاقة داخل العراق، بفضل خبراتها المتراكمة وجرأتها في خوض التحديات. المصريون يعتبرون العراق بلدهم الثاني، ويعملون فيه بحماس وولاء حقيقي.”

وأضاف أن الشركات المصرية تمكنت من منافسة الشركات الصينية والتركية بفضل جودة التنفيذ وسرعة الإنجاز، موضحًا أن مشروعًا نفذته شركة مصرية في العراق اكتمل خلال 88 يومًا فقط، بعد أن كان يستغرق عامين.

وتحدث سنافي عن زيارة وفد اتحاد المقاولين العرب للأمين العام لجامعة الدول العربية، لمناقشة دعم قطاع المقاولات العربي في مواجهة المنافسة الأجنبية.
وأشار إلى أن اللقاء تناول سبل تمويل مشروعات الإعمار العربية عبر الصناديق والبنوك العربية، إلى جانب التحضير لـ مؤتمر عربي موسّع لإعادة إعمار الدول المتضررة مثل غزة وسوريا ولبنان واليمن والسودان وليبيا، والمقرر عقده في نهاية عام 2025 أو مطلع 2026 برعاية الجامعة العربية.

وأوضح أن عدة دول، من بينها الكويت ومصر ولبنان، أبدت استعدادها لاستضافة المؤتمر الذي يهدف إلى توحيد الجهود العربية في إعادة الإعمار وتعزيز الشراكات بين المقاولين العرب.

أشاد علي سنافي بالعلاقات التاريخية بين مصر والعراق، مؤكدًا أنها انتقلت من مرحلة الأخوّة الإنسانية إلى مرحلة الشراكة الاقتصادية والتنموية.
وقال: “منذ سبعينيات القرن الماضي، كانت مصر حاضرة بقوة في العراق — بالمهندسين، والمدرسين، والعمال — واليوم تستعيد هذه الروح من خلال التعاون في الإعمار والصناعة.”

وأضاف أن الصناعة المصرية بدأت تثبت حضورها القوي داخل السوق العراقي، وأصبحت توازي المنتجات التركية من حيث الجودة والانتشار، مشيرًا إلى أن الشركات المصرية أصبحت نموذجًا يحتذى به عربيًا وأفريقيًا في مجالات البناء والتشييد والصناعة.

واختتم سنافي حديثه قائلاً: “التجربة المصرية في التنمية والإعمار هي رسالة العرب للعالم، ودليل على أن الأيادي العربية قادرة على بناء مستقبلها بنفسها.”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى