
كتبت : شمس وليد
في خطوة تُعد تحولًا نوعيًا في مسار الصناعة الدوائية المصرية، أعلنت شركتا مينا فارم وباير الألمانية عن إبرام شراكة استراتيجية جديدة تهدف إلى توطين صناعة الدواء في مصر ونقل أحدث تكنولوجيا الإنتاج الدوائي إلى السوق المحلية، بما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للتصنيع وبوابة رئيسية للتصدير إلى القارة الأفريقية.
وجاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي ضمن فعاليات المؤتمر الثالث للسكان والصحة والتنمية، وبحضور قيادات رفيعة من الحكومة والقطاع الصحي، في تأكيد على التوافق بين الدولة والقطاع الخاص للمضي قدمًا نحو تطوير الصناعة الدوائية وفتح أسواق جديدة للمنتج المصري في أفريقيا.
وتتضمن الشراكة إنتاج مجموعة من الأدوية الحيوية في مجالات صحة المرأة، وتنظيم الأسرة، وعلاج الأمراض المُهمَلة، بما يسهم في تحسين إتاحة العلاج لملايين المحتاجين داخل مصر والعديد من الدول الأفريقية.
وأعرب الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، عن سعادته بهذه الخطوة، مؤكدًا أن التعاون بين شركة وطنية رائدة مثل مينا فارم وشركة عالمية بحجم باير يعكس أهمية الشراكة في دعم صناعة الدواء وأمن مصر الدوائي.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود الدولة لتوطين الصناعة ونقل التكنولوجيا المتقدمة، وتعزيز قدرات مصر في توفير احتياجات المواطنين من الأدوية بجودة عالية واستقرار مستدام.
من جانبه، أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية، أهمية الاتفاقية الجديدة، موضحًا أنها تأتي استجابة لتوجيهات الرئيس السيسي خلال افتتاح مدينة الدواء بسرعة توطين الصناعات الدوائية الحديثة.
وأشار إلى أن مصر تمتلك ما يقرب من 183 مصنعًا ينتجون ما بين 91 إلى 92% من احتياجات البلاد الدوائية، وهو ما يجعل نقل التكنولوجيا خطوة استراتيجية لتعميق الصناعة وتوسيع آفاقها.
وأكد الدكتور وفيق البرديسي، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مينا فارم، أن الاتفاقية تمثل علامة فارقة في مسيرة الشركة والصناعة الدوائية في مصر، لافتًا إلى أن التعاون مع باير يشمل نقل تكنولوجيا تصنيع مستحضرات متقدمة في مجال صحة المرأة وتنظيم الأسرة وفق أحدث المفاهيم العلمية عالميًا.
وأعرب الدكتور كلاوس رونجه، النائب الأول للرئيس والرئيس العالمي للعلاقات العامة والاستدامة في شركة باير، عن تقديره لتنظيم مصر للمؤتمر، مؤكدًا أن الشراكة مع مينا فارم ستمتد لسنوات مقبلة لإتاحة سبعة أدوية أساسية تُنتج محليًا، ليس فقط للسوق المصري بل لدول أفريقية أخرى.
وأوضح أن المنتجات تركز بشكل خاص على صحة المرأة، مما سيعزز حصول النساء على رعاية طبية عالية الجودة عبر تصنيع مشترك داخل مصر.
وتختتم الشراكة بفتح آفاق جديدة للصناعة الدوائية المصرية، وتأكيد مكانة البلاد كمركز إقليمي للتصنيع ونقطة انطلاق نحو الأسواق الأفريقية عبر تعاون دولي يضمن نقل التكنولوجيا وتعظيم القيمة المضافة.




