تجارب ملهمة من تخرج الدفعة الأولى بمدرسة مصر للتأمين الدولية للتكنولوجيا التطبيقية بالمنيا

كتبت : شمس وليد
شهدت محافظة المنيا احتفالًا مميزًا بتخريج الدفعة الأولى من مدرسة مصر للتأمين الدولية للتكنولوجيا التطبيقية، حيث حملت كلمات الحضور والخريجين تجارب إنسانية وتعليمية ثرية عكست نجاح التجربة وريادتها في تغيير الصورة النمطية عن التعليم الفني. وجاءت الشهادات لتؤكد أن المدرسة لم تكن مجرد مكان للتعلم، بل بيئة متكاملة لبناء الشخصية وتنمية المهارات وربط الدراسة بسوق العمل الفعلي.
أكدت الدكتورة فدوى مصطفى أحمد، مشرف وزارة التربية والتعليم على المدارس التكنولوجية بمحافظة المنيا، أن تجربة المدارس التكنولوجية تمثل نقلة نوعية في التعليم الفني، حيث تقوم فكرتها على تلبية احتياجات سوق العمل أولًا، ثم تصميم التخصصات المطلوبة بالشراكة مع المؤسسات الصناعية، لضمان تخريج فنيين مؤهلين يمتلكون فرصًا حقيقية للعمل. وأضافت أن الوزارة، من خلال بروتوكولات التعاون، تحدد بالتنسيق مع الشريك الصناعي المناهج والتخصصات والإطار الزمني للدراسة، ليخرج الطالب بعد ثلاث سنوات بالمواصفات المطلوبة، مشيرة إلى أن الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية جزء أساسي من التجربة، بما يسهم في بناء شخصية متكاملة للطلاب.
وأشارت إلى أن مدرسة مصر للتأمين الدولية للتكنولوجيا التطبيقية تعد نموذجًا رائدًا بفضل ما تضمه من إمكانيات متطورة وبيئة تعليمية متميزة، لافتة إلى أن الوزارة لديها خطة توسعية كبيرة في هذا المجال، حيث يتواصل رجال أعمال من مختلف القطاعات لطلب إنشاء مدارس تكنولوجية تطبيقية جديدة في مجالات متنوعة مثل الإلكترونيات، الصناعات الدوائية والكيماوية. وأوضحت أن محافظة المنيا تضم بالفعل خمس مدارس تكنولوجية تطبيقية وجارٍ العمل على افتتاح السادسة، وهو ما يمثل نجاحًا كبيرًا للمحافظة ولمستقبل التعليم الفني في مصر.
أوضح الأستاذ ماجد عيد، ولي أمر أحد خريجي المدرسة ومعلم بالتربية والتعليم، أنه آمن بفكرة التعليم الفني منذ سنوات لكنه كان يرى أنه يحتاج إلى تطوير حقيقي، مشيرًا إلى أن التجربة الجديدة للمدارس التكنولوجية التطبيقية غيّرت نظرته تمامًا. وأضاف أنه رغم تفوق ابنه وحصوله على مجموع كبير، فضّل إلحاقه بالتعليم التطبيقي بدلاً من التعليم التقليدي، نظرًا لاهتمامه بالجانب العملي ورغبته في التعلم من خلال التدريب والعمل، موضحًا أن تجربة المدرسة أثبتت نجاحها من خلال نظام الجدارات ودور شركة مصر للتأمين والمعلمين في رعاية الطلاب.
وأكد أن هذه التجربة لم تقتصر على بناء مهارات الطلاب التعليمية فحسب، بل ساهمت أيضًا في تطوير شخصياتهم، لافتًا إلى أن ابنه أصبح أكثر ثقة في نفسه وقادرًا على التحدث أمام الآخرين بعد أن كان انطوائيًا. ووجّه رسالة إلى أولياء الأمور بضرورة الإيمان بالتعليم الفني المطور، معتبرًا أنه استثمار حقيقي لمستقبل الأبناء وسوق العمل، حيث يضمن تخريج شباب مؤهلين ومدرَّبين قادرين على النجاح وخدمة المجتمع.
قالت السيدة دعاء الفاتح، ولية أمر إحدى خريجات مدرسة مصر للتأمين الدولية للتكنولوجيا التطبيقية بالمنيا، إنها لم تكن مقتنعة في البداية بفكرة إلحاق ابنتها بالتعليم الفني، خاصة وأنها خريجة مدارس لغات وإنترناشونال، إلا أن التجربة غيّرت قناعتها تمامًا بعدما رأت ابنتها اليوم تُكرم على المسرح وتتميز بثقة كبيرة في نفسها بعد أن كانت خجولة. وأضافت أن المدرسة كان لها دور بارز في صقل شخصية ابنتها وتزويدها بمهارات عملية تؤهلها لسوق العمل مبكرًا، مؤكدة أن الصورة النمطية عن التعليم الفني لم تعد صحيحة، وأن المدارس التكنولوجية التطبيقية أصبحت تقدم تعليماً عملياً حديثاً يفتح للطلاب أبواب الجامعات والفرص المستقبلية، وهو ما يجعلها تجربة مشرفة ومطلوبة.
أعربت هاجر ياسر، خريجة مدرسة مصر للتأمين الدولية للتكنولوجيا التطبيقية بالمنيا، عن سعادتها بتجربتها التعليمية، مؤكدة أنها اختارت التعليم الفني عن قناعة ورغبة في خوض تجربة جديدة ومختلفة عن التعليم العام التقليدي الذي يعرف الجميع مساره ونهايته. وأوضحت أنها، رغم تفوقها الدراسي منذ المرحلة الإعدادية، قررت دخول المدرسة لتثبت أن التعليم الفني قادر على تحقيق إنجازات حقيقية وتغيير الصورة النمطية السلبية عنه. وأضافت أن التجربة منحتها فرصاً واسعة للتعلم العملي والتعامل مع ضغوط الدراسة بشكل منظم، مشيرة إلى أن أهم ما تعلمته هو تحديد الهدف منذ البداية وتنظيم الوقت بفعالية. وختمت برسالة لزملائها الشباب: “ضعوا أهدافكم بوضوح، آمنوا بها، وثابروا، فالتعليم الفني قادر على أن يفتح آفاق نجاح واسعة”.
عبّرت حبيبة محمد، خريجة مدرسة مصر للتأمين الدولية للتكنولوجيا التطبيقية بالمنيا، عن فرحتها الكبيرة بيوم تخرجها، مؤكدة أن المدرسة كان لها تأثير بالغ في شخصيتها وحياتها.
أوضحت أنها دخلت التجربة في البداية وهي تعاني من العزلة، لكن بفضل دعم معلميها وخاصة برامج التوجيه والإرشاد، اكتسبت الثقة بالنفس وتعلمت كيف تبني شخصيتها بشكل سليم، حتى أصبحت تعتبر المدرسة بيتًا ثانيًا وأصدقاءها فيها كعائلة. وأشارت إلى أنها قضت سنوات مليئة بالمتعة والتعلم والتجارب الحقيقية، وهو ما جعل لحظة التخرج مؤثرة للغاية. وأضافت أنها تخطط لاستكمال دراستها في مجال تسويق الخدمات المالية، إيمانًا منها بأهمية هذا التخصص وارتباطه المباشر بمتطلبات سوق العمل الحديث.
أكد محمد مصطفى، خريج مدرسة مصر للتأمين الدولية للتكنولوجيا التطبيقية بالمنيا، أن التجربة التعليمية التي خاضها داخل المدرسة كانت فارقة في حياته، حيث منحته خبرات عملية مبكرة في مجالات التسويق وإدارة المشاريع لم يكن من السهل الحصول عليها في هذا العمر. وأوضح أن المدرسة أتاحت له ولزملائه فرصًا حقيقية للتدريب العملي، خاصة من خلال مشروعات التخرج “الكابستون” التي تعلموا خلالها كيفية العمل بروح الفريق وبناء فكرة متكاملة قابلة للتنفيذ.
وأشار إلى أن مشروع تخرجه تمثل في خدمة تأمينية إلكترونية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتسريع عملية إصدار الوثائق التأمينية، حيث اختصر مدة قد تصل إلى ثلاثة أيام لتتم في لحظة واحدة، بما يواكب التطور التكنولوجي ويوفر الوقت والجهد على الشركات والعملاء، إلى جانب المساهمة في تقليل الانبعاثات الضارة عبر تقليل الحاجة للتنقل، بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة. وأضاف أن إدماج الذكاء الاصطناعي في قطاع التأمين يمثل مستقبلًا واعدًا، خاصة في المهام الروتينية، وهو ما يجعله حلاً عمليًا وضروريًا لمواكبة متطلبات السوق.
ووصفت مودة رضا محمد، خريجة مدرسة مصر للتأمين الدولية للتكنولوجيا التطبيقية بالمنيا، تجربتها بأنها مختلفة تمامًا، إذ بدأت برفض لفكرة المدرسة المشتركة، لكنها سرعان ما اعتبرت زملاءها إخوة وتحولت المدرسة إلى بيتها الثاني. وخلال ثلاث سنوات متتالية كانت من أوائل المدرسة، كما حصلت على أفضل مشروع في الكابستون، وشاركت في مسابقة “الشباب المبتكرين” التي تميز فيها فريقها بفضل قوة التسويق. وأكدت أن المدرسة غيرت شخصيتها وزادت ثقتها بنفسها، وهي الآن تستعد لدخول الجامعة للتخصص في مجال المحاسبة.




