
كتبت: شمس وليد
في لقاء خاص في برنامج “بيزنس” الذى تقدمه الإعلامية شيماء موسى على قناة Ten، أكد المهندس محمد البستاني، رئيس جمعية المطورين العقاريين ورئيس مجلس إدارة شركة البستاني للتنمية العقارية، أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل حدثًا تاريخيًا عالميًا يضع مصر في بؤرة اهتمام العالم، مشيرًا إلى أن تأثيره سيمتد ليشمل مختلف القطاعات الاقتصادية وعلى رأسها القطاع العقاري والسياحي.
وأوضح أن المتحف المصري الكبير يعد من أهم المشاريع الثقافية والسياحية التي شهدتها مصر في تاريخها الحديث، حيث سيضع مصر على الخريطة السياحية العالمية من جديد، مؤكدًا أن الحدث سيجذب رؤساء دول وشخصيات دولية مرموقة، إلى جانب تدفق أعداد كبيرة من السياح من مختلف دول العالم.
وأضاف أن هذه الحركة السياحية الكبيرة ستؤدي إلى تنشيط قطاع الاستثمار العقاري والسياحي، خاصة في المناطق المحيطة بالمتحف، إذ ستزداد الحاجة إلى الفنادق والوحدات الفندقية والإدارية والخدمية لاستيعاب الوفود القادمة، وهو ما سيترجم إلى مشروعات استثمارية جديدة تدعم الاقتصاد الوطني وتوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة.
وتابع أن السوق العقاري في مصر يشهد حاليًا حالة من الهدوء النسبي وليس الركود، موضحًا أن هناك مشروعات جديدة تُطرح باستمرار وأن أسلوب الطرح تطوّر ليتناسب مع احتياجات العملاء، من خلال زيادة فترات السداد وتقديم تسهيلات أكبر في التمويل.
وأشار إلى أن المنافسة القوية بين الشركات العقارية خلقت بيئة مواتية لصالح العميل، الذي أصبح أمامه خيارات متنوعة وعروض أكثر مرونة، مؤكدًا أن هذه المرحلة تعد الأنسب للشراء بسبب العروض القوية والمقدمات المنخفضة التي لن تستمر طويلاً.
وحول تأثير الأوضاع الاقتصادية الأخيرة، أوضح البستاني أن ارتفاع سعر الدولار قبل التعويم وما تبعه من زيادات في أسعار المواد الخام والإنشاءات أدى إلى تغيرات كبيرة في السوق، لكن المرحلة الحالية تتسم بالاستقرار، متوقعًا أن يبدأ النشاط القوي للسوق العقاري مع الربع الأول من عام 2026.
وفي تعليقه على تصريحات الخبير الاقتصادي هاني جنينة بشأن وجود تباطؤ في السوق العقاري، أكد البستاني أنه لا يختلف معه في الرأي، موضحًا أن ما يصفه جنينة بـ«التباطؤ» هو ذاته ما يصفه هو بـ«الهدوء»، وأن الأمر طبيعي في دورة السوق العقارية التي تمر بمراحل صعود وهبوط، لكنها سرعان ما تستعيد نشاطها.
كما شدد على ضرورة اختيار المطور العقاري بعناية قبل الشراء، موضحًا أن بعض العملاء يقعون في فخ العروض الوهمية بسبب قلة خبرة بعض الشركات الجديدة في السوق. وأشار إلى أن الجمعية لديها لجنة لفض المنازعات تعمل على حل الخلافات بين المطورين والعملاء بالتراضي، مؤكداً أن الهدف هو الحفاظ على استقرار السوق وبناء الثقة بين جميع الأطراف.
وطالب بضرورة تنظيم السوق العقاري وتصنيف المطورين إلى فئات (كبار – متوسطين – صغار) لضمان جودة المشروعات وحماية العملاء، لافتًا إلى أن الجمعية تسعى لتطبيق نظام “اختبار المطورين” لضمان التزام الشركات بالمعايير المهنية والمالية المطلوبة.
واختتم البستاني النصف الاول من لقائه بالتأكيد على أن المرحلة القادمة ستشهد نقلة نوعية في سوق العقارات المصري، خاصة مع تحسن الظروف الاقتصادية وتزايد الاستثمارات الأجنبية، مشددًا على أن العقار سيظل الملاذ الآمن للاستثمار في مصر، وأن الفترة الحالية هي الأنسب للشراء والاستثمار العقاري قبل ارتفاع الأسعار المتوقع خلال العام المقبل.



