كتبت : شمس وليد
تشهد صناعة التأمين تحولاً جذرياً مدفوعاً بالتكنولوجيا الرقمية والابتكار، حيث أصبحت المنصات الرقمية ركيزة أساسية في تطوير استراتيجيات التسويق وتحسين تجربة العملاء. هذه المنصات لا تقتصر على تسويق المنتجات فقط، بل تمثل قناة استراتيجية للتواصل المباشر مع العملاء، وتوسيع نطاق الوصول إلى شرائح متنوعة من المستهلكين بسرعة وفاعلية.
وتُعد المنصات الرقمية بيئة متكاملة تتيح لشركات التأمين عرض منتجاتها، وتمكين العملاء من شراء الوثائق وتجديدها وإدارة المطالبات عبر الإنترنت وتطبيقات الهواتف الذكية. وبفضل مرونتها وسهولة تحديثها، باتت هذه المنصات أداة رئيسية لتعزيز التخصيص في تقديم الخدمات، وجمع البيانات وتحليلها بما يدعم صياغة استراتيجيات تسويقية أكثر دقة وملاءمة لاحتياجات العملاء.
بحسب تقارير بحثية، بلغ حجم سوق المنصات الرقمية نحو 148 مليار دولار عام 2025، ومن المتوقع أن يتجاوز 256 مليار دولار بحلول 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يقارب 17.6%. هذا النمو يعكس الدور المتزايد للتكنولوجيا الرقمية في إعادة تشكيل مشهد صناعة التأمين عالميًا.
وفي الوقت الذي تفتح فيه المنصات الرقمية آفاقًا واسعة للنمو، تواجه شركات التأمين عدة تحديات رئيسية، من بينها صعوبة تبسيط المنتجات التأمينية المعقدة للعملاء عبر القنوات الرقمية، وتزايد مخاطر الأمان السيبراني وما يترتب عليها من تكاليف حماية ضخمة، بالإضافة إلى الالتزام بالتشريعات الصارمة الخاصة بخصوصية البيانات. كما تبرز تحديات أخرى مثل بناء الثقة مع العملاء في ظل تفضيل بعضهم للتواصل المباشر، وارتفاع تكاليف تطوير وتحديث المنصات الرقمية والتدريب المستمر للعاملين.
وفي هذا السياق، يؤكد الاتحاد المصري للتأمين أن التحول الرقمي يمثل ركيزة أساسية لمستقبل القطاع، مشددًا على أن الاستثمار في أدوات الابتكار الرقمي من شأنه رفع مستويات الثقة والوعي التأميني، وتوسيع قاعدة المستفيدين، وتمكين الشركات من المنافسة في سوق سريع التغير. كما دعا الاتحاد إلى تكامل الجهود بين شركات التأمين والجهات التنظيمية لتوفير بيئة آمنة وداعمة تسمح لهذه المنصات بالعمل بكفاءة وفاعلية.
