
كتبت: شمس وليد
طرح علاء الزهيري، رئيس اتحاد شركات التأمين المصرية، خطة عمل الاتحاد للفترة من 2025 إلى 2029، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد تحت شعار “نبني على الإنجازات”، حيث ركز على 6 محاور رئيسية يرى أنها تمثل فرصًا واعدة للنمو في قطاع التأمين. وتشمل هذه المحاور: السكان والقوى العاملة، الرقمنة وتكنولوجيا المعلومات، الشمول المالي والتكنولوجيا المالية، زيادة مشروعات متناهية الصغر، قانون التأمين الجديد، وأخيرًا النظام الأساسي الجديد للاتحاد.
في حديثه عن المحور الأول، أشار الزهيري إلى أن عدد سكان مصر وصل إلى 107.3 مليون نسمة، منهم 51.4% من الذكور و48.6% من الإناث، في حين بلغ معدل الإنجاب 2.41 طفل لكل سيدة، ويُقدر متوسط عمر السكان بـ 24.5 عامًا، مما يشير إلى أن مصر دولة شابة بامتياز. كما بلغ حجم قوة العمل (15 سنة فأكثر) 32 مليون شخص، في حين سجل معدل البطالة العام 6.6%.
واعتبر أن هذه التركيبة السكانية الشابة، والتي تمثل 78% من السكان، تمثل فرصة قوية للتأمين طويل الأجل، وخاصة فئة الشباب ورواد الأعمال. كما أكد أن ارتفاع الأعباء الاقتصادية يتطلب تعزيز الحماية الاجتماعية والتأمينات التكميلية.
وأشار إلى فجوة نوعية واضحة، حيث أن النساء يمثلن 48.6% من السكان، لكن معدل بطالتهن بلغ 17% مقابل 6% للرجال، مما يُبرز الحاجة لسياسات تأمينية تراعي هذه الفجوة. كما أوضح أن الريف يشكل 57.2% من السكان، في حين يمثل الاقتصاد غير الرسمي 40% من الناتج المحلي، وهو ما يتطلب توسيع نطاق التأمين ليشمل هذه الفئات.
ونبّه الزهيري إلى ضرورة الاستعداد للتحولات الديموغرافية والضغوط السكانية على البنية التحتية، من خلال خطط تأمينية طويلة الأجل تأخذ في الاعتبار قضايا مثل الشيخوخة، الكوارث، والمخاطر البيئية، خاصة مع وجود 5.59 مليون مشتغل في القطاع الزراعي، وهو ما يعزز فرص التوسع في التأمين الزراعي والريفي.
وفي المحور الثاني المتعلق بالتحول الرقمي والتكنولوجيا، كشف الزهيري أن عدد خطوط الهاتف المحمول في مصر بلغ 116 مليون خط، وعدد مستخدمي الإنترنت وصل إلى 96.3 مليون، بنسبة انتشار بلغت 81.9%، بينما بلغ عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي 50.7 مليون مستخدم. وأكد أن هذه الأرقام تعزز فرص الاتحاد في التوسع الرقمي، والتواصل مع الجمهور المستهدف لنشر الوعي التأميني، والتسويق الإلكتروني باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
واقترح الزهيري أن يتبنى الاتحاد شخصية إعلامية مميزة تساعد في بناء صورة متكاملة للاتحاد وأهدافه. كما أشار إلى أهمية المبادرات الحكومية مثل “حياة كريمة” و”التمكين الرقمي”، التي تمهد الطريق أمام فئات مهمشة للدخول في منظومة الشمول التأميني.
وأضاف أن التطور التكنولوجي وابتكارات InsurTech (التكنولوجيا في قطاع التأمين) تمثل نافذة كبيرة لصناعة التأمين في مصر، خاصة مع مبادرات التعاون مع شركات عالمية مثل مايكروسوفت، في إطار الشراكة مع وزارة الاتصالات، والتي تشمل استخدام برنامج Azure OpenAI لدمج الذكاء الاصطناعي في الجهات الحكومية، بما فيها شركات التأمين.
وفي المحور الثالث، المتعلق بالشمول المالي والتكنولوجيا المالية، أوضح الزهيري أن عدد المحافظ الإلكترونية للهاتف المحمول في مصر وصل إلى 50.4 مليون محفظة، في حين يمتلك 18.3 مليون مواطن بطاقات خصم مباشر، و21.6 مليون بطاقة مدفوعة مقدمًا، و4.6 مليون بطاقة ائتمان.
وأكد أن هذه الأرقام تمثل فرصة كبيرة لإدماج التأمين ضمن التطبيقات الرقمية، مشيرًا إلى إمكانية الاستفادة من تطبيقات مثل “تحويشة” الخاصة بالسيدات، لتحويل المستفيدات إلى وكلاء تأمين مجتمعيين.
كما أشار إلى التعاون القائم مع البنك المركزي المصري لإدماج التأمين ضمن سياسات الشمول المالي، إلى جانب التعاون مع المجلس القومي للمرأة لتوسيع خدمات التأمين ضمن برامج التمكين الاقتصادي للنساء. كما شدد على أهمية الربط بين التأمين وبرنامج “حياة كريمة” لتوسيع نطاق التأمين متناهي الصغر، ونشر الوعي التأميني بين الفئات الأكثر احتياجًا.
وفي النهاية، أكد الزهيري أن الاتحاد يضع خطة شاملة لرفع كفاءة القطاع التأميني من خلال قانون التأمين الجديد، والذي يشمل تغطيات إلزامية مثل التأمين ضد حوادث الطرق، والسكك الحديدية، والتأمين على الطلاب، والتأمين الإلكتروني ضد المخاطر السيبرانية. كما يسعى النظام الأساسي الجديد للاتحاد إلى تطوير عمل الشركات الأعضاء ورفع كفاءة السوق من خلال منتجات جديدة، وتعزيز الكوادر البشرية عبر برامج تدريب وتطوير مستمر، مما يساهم في رفع درجة الانضباط وبناء ثقة أكبر في سوق التأمين المصري.




