أخباراقتصاد

التكنولوجيا في خدمة السائقين.. قصة نجاح “تفويلة” في قطاع المدفوعات الرقمية

كتبت : شمس وليد

في لقاء خاص ضمن برنامج “بيزنس ” الذى تقدمه الإعلامية شيماء موسى  على قناة Ten، تحدث مروان الشايب، رائد اعمال وشريك مؤسس في شركة تفويلة، عن أن فكرة المشروع وُلدت من معايشته لمشكلات واقعية واجهت السائقين في السوق المصري. وأوضح أن خبرته الممتدة لأكثر من عشر سنوات في مجال ريادة الأعمال، وعمله بعدد من الشركات الناشئة الكبرى في مصر، مكّنته من رصد فجوة حقيقية تتعلق بمدفوعات الوقود.

وأشار إلى أنه خلال فترة عمله في واحدة من أكبر شركات النقل التشاركي، اكتشف أن عدداً كبيراً من السائقين يرفضون الرحلات المدفوعة بالبطاقات البنكية، مفضّلين التعامل النقدي. وكان السبب الرئيسي وراء ذلك هو حاجتهم اليومية للنقد المباشر لتسديد تكاليف الوقود، باعتباره العنصر الأهم في عملهم على مدار اليوم.

وأضاف أنه خلال زيارة له لإحدى الدول العربية، لاحظ وجود منظومة متطورة لمدفوعات المركبات، الأمر الذي ألهمه فكرة إنشاء كيان مشابه في مصر. وقال: “كان نفسي يبقى عندنا النظام ده في بلدي، ومن هنا بدأت رحلة التفكير في تأسيس تفويلة”.

وأوضح أن الشركة انطلقت بفريق صغير يضم مختصاً بالتكنولوجيا وآخر لديه خبرة في قطاع الوقود، حيث عملوا على تطوير نموذج أولي لمنظومة رقمية متكاملة قادرة على خدمة هذا القطاع الحيوي. ومن هنا بدأت رحلة “تفويلة” نحو تقديم حلول مبتكرة في مجال المدفوعات الرقمية المرتبطة بالوقود والنقل.

وأكد أن الفارق الجوهري بين الشركات الناشئة والمؤسسات الكبرى يتمثل في المرونة مقابل الموارد. بالإضافة إلى ان الشركات الناشئة عادةً ما تعاني في بداياتها من نقص الموارد والإمكانيات، خصوصاً في القطاعات التي تتطلب بنية تحتية قوية وعلاقات واسعة، بينما تمتلك المؤسسات الكبرى الموارد لكنها تفتقر إلى المرونة والسرعة في تبني التكنولوجيا الحديثة.

وأشار إلى أن فلسفة عمل الصندوق الاستثماري T_Vencubator الذي يدعم تفويلة، اعتمدت على الدمج بين الجانبين: الاستفادة من مرونة الشركات الناشئة وسرعة حركتها، إلى جانب الإمكانيات والبنية التحتية وشبكات العلاقات التي تملكها المؤسسات الكبرى. وقال: “الفكرة أن يتشكل كيان جديد يجمع بين المرونة والتكنولوجيا من ناحية، وبين الدعم المؤسسي والتمويل من ناحية أخرى”.

وأضاف أن التمويل يمثل “الوقود الأساسي” لأي شركة ناشئة، مشيراً إلى أن الدعم المؤسسي لا يتوقف عند توفير الأموال فقط، بل يشمل أيضاً المساعدة في الجوانب القانونية، والمالية، وتنظيم الأوراق، مما يمنح الشركات الصغيرة فرصة للانطلاق بشكل أسرع وأكثر أماناً.

وفيما يتعلق بتصريحه السابق بأن “خبرات وموارد T_Vencubator ستكون أدوات فعالة لإحداث ثورة في أنظمة مدفوعات المركبات”، أن الصندوق يعمل وفق مفهوم Ecosystem متكامل، يدمج بين البنية التكنولوجية المتطورة وبين شبكة العلاقات مع الشركات والوكالات ومحطات الوقود.

وكشف أن هذه المنظومة ساعدت تفويلة في التوسع سريعاً، حيث أصبحت تخدم أكثر من 250 شركة نقل في مصر، من بينها شركات سياحة، ومصانع، ومدارس، وجامعات، جميعها تعتمد على الدفع الإلكتروني عبر المنصة. وأوضح أن استخدام التكنولوجيا في توثيق المعاملات قلل من حالات التلاعب أو السرقات، وساعد الشركات على تحقيق وفر يتراوح بين 30 و40% من مصروفاتها على الوقود.

وأشار إلى أن تطبيق “تفويلة” يتيح حالياً إدارة جميع أنواع المركبات سواء سيارات نقل ثقيل أو خفيف أو أتوبيسات أو سيارات ملاكي أو موتوسيكلات، مؤكداً أن الهدف المستقبلي هو توسيع نطاق الخدمة لتشمل الأفراد أيضاً، من خلال إطلاق تطبيق إلكتروني مخصص للمواطنين.

وأضاف أن المنصة الجديدة ستسمح لأي مالك مركبة بتسجيل سيارته وشحن رصيد خاص بها واستخدامها كوسيلة دفع آمنة، لافتاً إلى أن التطبيق في مراحله التجريبية الأخيرة، وسيتم الإعلان عن طرحه رسمياً قريباً، بما يتيح لجميع المصريين الاستفادة من خدمات الدفع الرقمي في قطاع المركبات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى