كتبت : شمس وليد
أكد التقرير السنوي للاتحاد الإفريقي للتأمين (AIO) أن صناعة التأمين أصبحت ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، بعد أن تجاوزت دورها التقليدي في تعويض الخسائر لتتحول إلى أداة تمويلية واستثمارية تدعم البنية التحتية وتعزز الشمول المالي والاستقرار الاجتماعي في القارة.
وأوضح التقرير أن القارة الإفريقية رغم التحديات السياسية والاقتصادية ما زالت ثاني أسرع مناطق العالم نموًا، مع توقعات بارتفاع معدل النمو الاقتصادي من 3.3% عام 2024 إلى نحو 4% في عام 2026. كما أشار إلى أن معدل اختراق التأمين في إفريقيا بلغ 2.4%، متجاوزًا الأسواق الناشئة، في وقت تتجه فيه الشركات نحو التحول الرقمي والتأمين المستدام المرتبط بأهداف التنمية.
وسلط التقرير الضوء على الدور المحوري لقطاع التأمين في دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتمويل البنية التحتية والطاقة والنقل، إضافة إلى دوره كمستثمر طويل الأجل يسهم في تمويل التنمية وتقليل اعتماد الحكومات على الديون الخارجية. كما تناول أهمية التأمين متناهي الصغر في دمج الفئات محدودة الدخل داخل المنظومة المالية وتحسين مستوى المعيشة في المناطق الريفية.
وأشار الاتحاد إلى أن مصر تُعد من أبرز الأسواق الواعدة في القارة، إذ تمتلك ثاني أكبر اقتصاد إفريقي وهي واحدة من أكبر خمس أسواق تأمينية من حيث حجم الأقساط المكتتبة. ونجحت مصر في تعزيز الشمول التأميني والتحول الرقمي، إلى جانب تطوير منتجات جديدة تستهدف العمالة غير المنتظمة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وأكد التقرير أن مصر مؤهلة لتكون مركزًا إقليميًا للتأمين وإعادة التأمين في إفريقيا، بفضل استقرارها التنظيمي والاقتصادي وموقعها الجغرافي المتميز، مشيرًا إلى الفرص المستقبلية في مجالات التأمين الزراعي والبارامتري، والتأمين الأخضر، والاستثمار في مشروعات التنمية المستدامة.
وفي سياق متصل، استضافت مصر في أكتوبر 2024 “الملتقى الثامن والعشرين لإعادة التأمين” لمنظمة التأمين الإفريقية، والذي تناول سبل تعزيز التنسيق بين أسواق إعادة التأمين بالقارة في ضوء اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية (AfCFTA). ومن المنتظر أن تتولى مصر رئاسة منظمة التأمين الإفريقية عام 2026، في خطوة تعزز مكانتها الإقليمية، وتتيح لها قيادة جهود تطوير قطاع التأمين الإفريقي عبر خطة استراتيجية تتضمن إنشاء مختبر للابتكار وإطلاق برامج تدريبية موسعة للعاملين في القطاع خلال الفترة 2025-2029.
أكد الاتحاد الإفريقي للتأمين أن اختيار مصر لتولي رئاسة المنظمة في عام 2026 يعكس الثقة في قدراتها التنظيمية وريادتها في تطوير صناعة التأمين على مستوى القارة. وأشار الاتحاد إلى أن الدولة المصرية تسير بخطى ثابتة نحو التحول إلى مركز إقليمي لصناعة التأمين في إفريقيا، بفضل سياساتها الداعمة للاستثمار طويل الأجل، وتركيزها على بناء قدرات الكوادر التأمينية، وإطلاق مبادرات نوعية تسهم في تعزيز التكامل الإفريقي وتحقيق مستقبل تأميني أكثر استدامة وشمولًا.
