
كتبت : شمس وليد
نظمت لجنة التعويضات العامة باتحاد شركات التأمين المصرية ورشة عمل متخصصة بعنوان “P&C Complex Claims”، بحضور أكثر من 70 ممثلاً لشركات التأمين، وبمشاركة خبراء دوليين ومحليين في مجال تسوية المطالبات المعقدة. وتأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة من ورش العمل التي يعقدها الاتحاد بهدف نشر الوعي وتعزيز المهنية وتطبيق أفضل الممارسات العالمية في سوق التأمين المصري.
شارك في الورشة نخبة من الخبراء من بينهم مارتن تايلور (كبير خبراء التسوية بشركة ماكلارينز – لندن)، وخالد أنور (المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة إيجيبت جلوبال أدفوسترز – الشريك المرتبط بماكلارينز)، وماثيو روني (المدير المساعد الأول بشركة ماكلارينز – دبي).
رحبت الأستاذة هديل عبد القادر، الأمين العام للاتحاد، بالحضور مؤكدة أن تطوير قطاع التعويضات يعد من أولويات الاتحاد، لما له من دور في رفع كفاءة السوق، وتعزيز ثقة العملاء، وضمان تطبيق أعلى معايير المهنية.
ومن جانبه، أشار الأستاذ أيمن مأمون، رئيس لجنة التعويضات العامة، إلى أن بعض المطالبات في تأمينات الممتلكات والمسؤوليات تتطلب مزيجاً من الخبرة الفنية والقانونية، مؤكداً أن اللجنة تسعى لتطوير قدرات السوق من خلال تبادل الخبرات وعرض حالات عملية تساهم في رفع كفاءة شركات التأمين في التعامل مع التعويضات المعقدة.
استعرض خالد أنور عدداً من الحالات العملية، موضحاً أهمية معاينات الإصدار (Pre-Survey Expectations) عند إصدار الوثائق أو وقت وقوع الحادث، وكذلك تقييم الأصول والعوامل المؤثرة مثل التضخم والتعويم والأخطار الجيوسياسية.
وتناول مثالاً لحادث فقد ألواح إلكترونية ذات طبيعة خاصة تُصنّع بمواصفات مخصصة، حيث أدى الاستعانة بخبراء متخصصين إلى إثبات سلامة 85% من الألواح التي كان يُعتقد أنها تالفة، ما ساهم في الحفاظ على أعمال المؤمن له وضمان تسليم مشروعه في الموعد المقرر.
كما تحدث عن أهمية مراجعة المستندات وتحليل التوقعات القانونية والفنية، مشيراً إلى دور المعاينات الميدانية (On-site Inspection) والمستندات المطلوبة واستراتيجيات التسوية. وضرب مثالاً بحادث حريق ضخم أوضح خلاله كيفية تقسيم الممتلكات المتضررة إلى فئات مهنية متجانسة لتسهيل التقييم والتوصل إلى تسوية عادلة وفعالة.
أكد مارتن تايلور أن تسوية المطالبات المعقدة تتطلب تحليلاً دقيقاً للأسباب الجذرية، وإدارة فعالة للخبراء، وتقديراً عادلاً للخسائر يتوافق مع شروط الوثائق. واستعرض حالة الفيضانات التي شهدتها دبي مؤخراً وما أفرزته من تحديات أبرزها ضخامة عدد المطالبات وتنوعها وضغوط الوقت.
وشدد على أهمية الاستجابة السريعة، وضرورة تبني خطط بديلة لمواجهة الكوارث (Business Contingency/ Continuity Plan)، بجانب رفع وعي العملاء بشروط التغطية وتحسين التعاون بين جميع الأطراف ذات الصلة.
أما ماثيو روني ، فقد استعرض خلال الورشة خبراته في تسوية مطالبات فقد الأرباح (Business Interruption)، إلى جانب المطالبات المرتبطة بالجرائم الإلكترونية واستدعاء المنتجات وتأخير بدء التشغيل ومطالبات الطاقة. وأوضح أن إدارة هذه المطالبات تبدأ بتشكيل فرق عمل متخصصة منذ وقوع الحادث، مروراً باستراتيجيات التخفيف وإعداد النماذج المالية، وصولاً إلى توضيح البنود الرئيسية في الوثائق مثل شرط الضرر المادي وفترة التعويض القصوى وحالات نقص التغطية. كما تناول الفرق بين الربح المحاسبي والربح وفق الوثيقة، مع الإشارة إلى امتدادات التغطية الخاصة مثل توقف الأعمال أو خسارة الإيجار.
اختُتمت الورشة بحوارات تفاعلية بين الخبراء والمشاركين، إضافة إلى توزيع استبيان لقياس فاعلية الفعالية والتخطيط للورش المقبلة. وأكدت التوصيات أهمية الاستمرار في تنظيم ورش عمل متخصصة لتعزيز الوعي المهني ونشر ثقافة التأمين المتطور في السوق المصري، بما يدعم النمو الصحي للقطاع ويواكب المتغيرات العالمية.
يُذكر أن اتحاد شركات التأمين المصرية، الذي تأسس عام 1953 بموجب قرار وزير المالية والاقتصاد رقم (156)، يعد كياناً غير هادف للربح يضم شركات التأمين وإعادة التأمين المرخصة في مصر، ويهدف إلى رفع مستوى صناعة التأمين وتنسيق الجهود بين الشركات والهيئة، إلى جانب توثيق التعاون محلياً ودولياً.