كتبت /شيماء موسى
انطلقت، أعمال الاجتماع الخامس لآلية التنسيق العربية للحد من مخاطر الكوارث في مدينة الرباط المغربية والتي ستستمر حتى 22/06/2023، وذلك بمشاركة مجموعة من الدول العربية، وعدد من المنظمات العربية والدولية المعنية بمجال الحد من مخاطر الكوارث، ومجموعة من الخبراء في عدة مجالات ذات الصلة. وقد مثل الاتحاد العام العربي للتأمين الأمين العام للاتحاد السيد/ شكيب أبوزيد.
ويشكل الاجتماع الخامس لهذه الآلية محطة مهمة لتعزيز التعاون والتنسيق على المستويين الإقليمي والدولي في مجال الحد من مخاطر الكوارث بين الدول والمنظمات العربية والدولية .
ويدخل هذا الاجتماع في إطار «سنداي» للحد من مخاطر الكوارث (2015 – 2030)، والاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث 2030 في المنطقة العربية، واللذان يهدفان للعمل على الحد من مخاطر الكوارث، وفق مقاربة دامجة لمختلف الأطراف المعنية.
ويقدم الإطار عددا من التغييرات ومن أهمها التأكيد القوي على إدارة مخاطر الكوارث بدل التركيز فقط على إدارة الكوارث، وتعريف الأهداف العالمية السبع، والحد من مخاطر الكوارث باعتبار ذلك نتيجة متوقعة، ووضع هدف ُيركز على الحد من المخاطر الحالية والوقاية من حدوث مخاطر جديدة، مع تعزيز القدرة على المواجهة بمشاركة جميع المؤسسات المجتمعية ومؤسسات الدولة. إضافة إلى ذلك، تم توسيع نطاق الحد من مخاطر الكوارث بشكل كبير ليشمل التركيز على الأخطار الطبيعية والأخطار التي من صنع الانسان وما يتعلق بها من مخاطر وأخطار بيئية، وتكنولوجية، وبيولوجية. كما تلقى المسألة الصحية ًدعما ً وتعزيزا ً قويا خلال هذا الإطار.
من هنا ومن منطلق مفهوم إطار “سنداي” وأهدافه السبع، يظهر جلياً أهمية التأمين بقدرته على تحويل المخاطر من خلال تجميع المخاطر ودوره في إدارتها.
وفي هذا الصدد، يرى السيد/ شكيب أبوزيد – الأمين العام للاتحاد العام العربي للتأمين أنه كباقي دول العالم، تعاني المنطقة العربية من آثار التغير المناخي ترجمت بموجة من الحر والجفاف والفيضانات. والتي باتت تُهدد المنطقة العربية على وجه الخصوص، وأصبحنا أمام تحديات كبيرة منها الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وأضاف إن الزلزال المدمر الذي ضرب سورية مؤخراً، والعواصف المدارية التي ضربت سلطنة عُمَان وآخرها “شاهين”، وحرائق الغابات في كل من الجزائر، المغرب، سورية ولبنان، والفيضانات التي ضربت السودان، ناهيك عن موجة الجفاف والتصحر في أغلبية بلداننا، مما يُظْهْرُ بما لا يدعو مجالاً للشك ضرورة التحوط للحد من الآثار الكارثية لهاته المخاطر.
واشار إلى إن دور التأمين التقليدي هو حماية الممتلكات والأفراد والمساهمة في الإقتصاد الوطني؛ لكن مفهوم التأمين توسع وأصبح الشمول التأميني أحد أهدافه. فالتأمينات الزراعية ضرورية لدعم الأمن الغذائي وخاصة في البلدان الزراعية. إن تأمين أخطار الكوارث يهم كل بلداننا بلا استثناء، وبإمكانه المساهمة بشكل كبير في تقوية الأمن الغدائي وحماية الأمن القومي العربي .
ولنا في بلداننا العربية تجارب وطنية ناجحة يمكن البناء عليها لزيادة مستوى الحماية في كل البلدان وتضييق الفجوة التأمينية.
وإنطلاقاً من إيمان الاتحاد العام العربي للتأمين بضرورة تكاتف جهود المنطقة العربية ككيان واحد للمحافظة على أمنه واستقراره وحماية شعوبه، أطلقنا في أكتوبر 2022 المبادرة العربية للحد من الكوارث الطبيعية، الهدف منها هو تجميع الطاقات الإكتتابية على الصعيد العربي وليس على صعيد كل بلد فقط.
ولقد استجاب لتلك المبادرة عدد من الجهات الرقابية وشركات التأمين وإعادة التأمين العربية والعالمية، وتم من خلالها طرح حل عربي مشترك قائم على:
1. تجميع كل المعلومات عن الكوارث الطبيعية
2. وضع خرائط للكوارث على صعيد الدول العربية
3. وضع نماذج للكوارث Catastrophes Modeling
4. العمل من أجل إنشاءمجمع عربي بين شركات الإعادة العربية والشركات ال.مباشرة، مما سيقلل الحاجة إلى شراء إعادة التأمين.
وأكد السيد/ شكيب أبوزيد في ختام تصريحاته على أن الاتحاد العام العربي للتأمين على أتم الاستعداد للمشاركة في كافة المبادرات والتجمعات العربية التي تهدف إلى تعزيز قدرات الدول العربية في مجابهة مخاطر الكوارث، بغية حماية أرواح الناس وممتلكاتهم، وتحقيق تنمية عربية مستدامة وهو الهدف الذي من أجله نظمت جامعة الدول العربية اجتماعها الخامس لآلية التنسيق العربية للحد من مخاطر الكوارث.